الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 761 ] [خلع برقوق للخليفة ثم إعادته]

وفي رجب سنة خمس وثمانين: قبض برقوق على الخليفة المتوكل، وخلعه وحبسه بقلعة الجبل، وبويع بالخلافة عمر بن إبراهيم بن المستمسك بن الحاكم، ولقب: الواثق بالله، فاستمر في الخلافة إلى أن مات يوم الأربعاء، سابع عشر شوال، سنة ثمان وثمانين.

فكلم الناس برقوقا في إعادة المتوكل إلى الخلافة فلم يقبل، وأحضر أخا عمر زكريا الذي كان ولي تلك الأيام اليسيرة، فبايعه، ولقب: المستعصم بالله، واستمر إلى سنة إحدى وتسعين.

فندم برقوق على ما فعل بالمتوكل، وأخرج المتوكل من الحبس، وأعاده إلى الخلافة، وخلع زكريا، واستمر زكريا بداره إلى أن مات مخلوعا، واستمر المتوكل في الخلافة إلى أن مات.

وفي جمادى الآخرة من السنة: أعيد الصالح حاجي إلى السلطنة، وغير لقبه: بالمنصور، وحبس برقوق بالكرك.

وفي هذه السنة في شعبان: أحدث المؤذنون عقب الأذان الصلاة والتسليم على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أول ما أحدث، وكان الآمر به المحتسب نجم الدين الطنبذي.

التالي السابق


الخدمات العلمية