الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[شبهه بالنبي صلى الله عليه وسلم وذكر بعض فضائله رضي الله عنه

وكان شبيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، سماه النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 313 ] الحسن، وعق عنه يوم سابعه، وحلق شعره وأمر أن يتصدق بزنة شعره فضة، وهو خامس أهل الكساء.

قال العسكري: (لم يكن هذا الاسم يعرف في الجاهلية).

وقال المفضل: (إن الله حجب اسم الحسن والحسين حتى سمى بهما النبي صلى الله عليه وسلم ابنيه).

وأخرج البخاري عن أنس قال: (لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي).

وأخرج الشيخان عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على عاتقه وهو يقول: «اللهم؛ إني أحبه فأحبه».

وأخرج البخاري عن أبي بكرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن إلى جنبه ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة يقول: «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين».

وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «هما ريحانتاي من الدنيا». يعني: الحسن والحسين.

وأخرج الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله [ ص: 314 ] صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».

وأخرج الترمذي عن أسامة بن زيد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وحسن وحسين على وركيه فقال: «هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم، إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما».

وأخرج عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: «الحسن والحسين».

وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وقد حمل الحسن على رقبته، فلقيه رجل فقال: نعم المركب ركبت يا غلام!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ونعم الراكب هو».

وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال: (أشبه أهل النبي صلى الله عليه وسلم به وأحبهم إليه: الحسن بن علي، رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته - أو قال: ظهره، فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو راكع، فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر).

وأخرج ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسن بن علي، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان.. يهش إليه).

وأخرج الحاكم عن زهير بن الأقمر قال: قام الحسن بن علي يخطب، فقام رجل من أزد شنوءة فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حبوته وهو يقول: «من أحبني.. فليحبه، وليبلغ الشاهد الغائب». ولولا [ ص: 315 ] كرامة رسول الله صلى الله عليه وسلم... ما حدثت به أحدا.

كان الحسن رضي الله عنه له مناقب كثيرة، سيدا حليما، ذا سكينة ووقار وحشمة، جوادا ممدوحا، يكره الفتن والسيف، تزوج كثيرا، وكان يجيز الرجل الواحد بمائة ألف.

وأخرج الحاكم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: (لقد حج الحسن خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه).

وأخرج ابن سعد عن عمير بن إسحاق قال: (ما تكلم عندي أحد كان أحب إلي إذا تكلم... ألا يسكت من الحسن بن علي، وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة؛ فإنه كان بين الحسين وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في أرض، فعرض الحسين أمرا لم يرضه عمرو، فقال الحسن: فليس له عندنا إلا ما رغم أنفه، قال: فهذه أشد كلمة فحش سمعتها منه).

التالي السابق


الخدمات العلمية