الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 655 ] خلافة المستظهر بالله

[487 - 512 هـ]

أبو العباس، أحمد بن المقتدي بالله، ولد في شوال، سنة سبعين وأربعمائة، وبويع له عند موت أبيه، وله ست عشرة سنة.

قال ابن الأثير : (كان لين الجانب، كريم الأخلاق، يسارع في أعمال البر، حسن الخظ، جيد التوقيعات، لا يقاربه فيها أحد، يدل على فضل غزير، وعلم واسع، سمحا وجوادا، محبا للعلماء والصلحاء، ولم تصف له الخلافة، بل كانت أيامه مضطربة كثيرة الحروب).

وفي هذه السنة من أيامه: مات المستنصر العبيدي صاحب مصر، وقام بعده ابنه المستعلي أحمد.

وفيها: أخذت الروم بلنسية.

وفي سنة ثمان وثمانين: قتل أحمد خان صاحب سمرقند; لأنه ظهر منه الزندقة، فقبض عليه الأمراء، وأحضروا الفقهاء فأفتوا بقتله، فقتل لا رحمه الله، وملكوا ابن عمه.

[ ص: 656 ] وفي سنة تسع وثمانين: اجتمعت الكواكب السبعة سوى زحل في برج الحوت، فحكم المنجمون بطوفان يقارب طوفان نوح، فاتفق أن الحجاج نزلوا في دار المناقب، فأتاهم سيل غرق أكثرهم.

وفي سنة تسعين: قتل السلطان أرسلان أرغون بن ألب أرسلان السلجوقي صاحب خراسان; فتملكها السلطان بركياروق، ودانت له البلاد والعباد.

وفيها: خطب للعبيدي بحلب وأنطاكية والمعرة وشيزر شهرا، ثم أعيدت الخطبة العباسية.

وفيها: جاءت الفرنج فأخذوا نيقية، وهو أول بلد أخذوه، ووصلوا إلى كفر طاب، واستباحوا تلك النواحي، فكان هذا أول مظهر الفرنج بالشام، قدموا في بحر القسطنطينية في جمع عظيم، وانزعجت الملوك والرعية، وعظم الخطب، فقيل: إن صاحب مصر لما رأى قوة السلجوقية واستيلاءهم على الشام ... كاتب الفرنج يدعوهم إلى المجيء إلى الشام ليملكوه، وكثر النفير على الفرنج من كل جهة.

وفي سنة اثنتين وتسعين: انتشرت دعوة الباطنية بأصبهان.

التالي السابق


الخدمات العلمية