الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[خصال توجب الجنة

وأخرج مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال أبو بكر : أنا، قال: «فمن تبع منكم اليوم جنازة؟» قال أبو بكر : أنا، قال: «فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟» قال أبو بكر : أنا، قال: «فمن عاد اليوم منكم مريضا؟» قال أبو بكر : أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما اجتمعن في امرئ.. إلا دخل الجنة».

وقد ورد هذا الحديث من رواية أنس بن مالك، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فحديث أنس أخرجه......... وفي آخره: «وجبت لك الجنة».

[ ص: 135 ] وحديث عبد الرحمن أخرجه البزار، ولفظه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، ثم أقبل على أصحابه بوجهه، فقال: «من أصبح منكم اليوم صائما؟» قال عمر : يا رسول الله، لم أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرا، فقال أبو بكر : ولكن حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائما.

فقال: «هل منكم أحد اليوم عاد مريضا؟» فقال عمر : يا رسول الله، لم نبرح فكيف نعود المريض؟ ! فقال أبو بكر : بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاك، فجعلت طريقي عليه، لأنظر كيف أصبح.

فقال: «هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينا؟» فقال عمر : صلينا يا رسول الله ثم لم نبرح، فقال أبو بكر : دخلت المسجد، فإذا بسائل، فوجدت كسرة من خبز الشعير في يد عبد الرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه.

فقال: «أنت، فأبشر بالجنة»، ثم قال كلمة أرضى بها عمر: « عمر زعم أنه لم يرد خيرا قط إلا سبقه إليه أبو بكر ».


وأخرج أبو يعلى عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنت في المسجد أصلي، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر ، فوجدني أدعو، فقال: «سل.. تعطه»، ثم قال: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا.. فليقرأه بقراءة ابن أم عبد» فرجعت إلى منزلي، فأتاني أبو بكر فبشرني، ثم أتى عمر فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه، فقال: إنك لسباق بالخير.

التالي السابق


الخدمات العلمية