الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[حبس ابن المعتز واستقامة الأمر للمقتدر ]

وبعث ابن المعتز إلى المقتدر يأمره بالانصراف إلى دار محمد بن طاهر; لكي ينتقل ابن المعتز إلى دار الخلافة ، فأجاب ولم يكن بقي معه إلا طائفة يسيرة ، فقالوا : يا قوم; نسلم هذا الأمر ولا نجرب نفوسنا في دفع ما نزل بنا ؟ !

فلبسوا السلاح ، وقصدوا المخرم وبه ابن المعتز ، فلما رآهم من حوله . . . ألقى الله في قلوبهم الرعب ، فانصرفوا منهزمين بلا قتال ، وهرب ابن المعتز ووزيره وقاضيه ، ووقع النهب والقتل في بغداد ، وقبض المقتدر على الفقهاء والأمراء الذين خلعوه ، وسلموا إلى مؤنس الخازن فقتلهم إلا أربعة - منهم القاضي أبو عمر - فإنهم سلموا من القتل .

وحبس ابن المعتز ، ثم أخرج فيما بعد ميتا ، واستقام الأمر للمقتدر; فاستوزر أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات ، فسار أحسن سيرة ، وكشف المظالم ، وحض المقتدر على العدل ، ففوض إليه الأمور لصغره; واشتغل باللعب واللهو ، وأتلف الخزائن .

التالي السابق


الخدمات العلمية