الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[نصحه لأخيه الحسين وتثبيت الحسين له رضي الله عنهما]

وفي «الطيوريات» عن سليم بن عيسى قارئ أهل الكوفة قال: (لما [ ص: 320 ] حضرت الحسن الوفاة.. جزع، فقال له الحسين: يا أخي؛ ما هذا الجزع؟! إنك ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي، وهما أبواك، وعلى خديجة وفاطمة؛ وهما أماك، وعلى القاسم والطاهر، وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر؛ وهما عماك.

فقال له الحسن: أي أخي؛ إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط).

قال ابن عبد البر: وروينا من وجوه: (أنه لما احتضر.. قال لأخيه: يا أخي؛ إن أباك استشرف لهذا الأمر فصرفه الله عنه، ووليها أبو بكر، ثم استشرف لها، فصرفت عنه إلى عمر، ثم لم يشك وقت الشورى أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما قتل عثمان ... بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، فما صفت له، وإني والله، ما أرى أن يجمع الله فينا النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخلفك سفهاء الكوفة فأخرجوك، وقد كنت طلبت إلى عائشة - رضي الله عنها - أن أدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: نعم، فإذا مت... فاطلب ذلك إليها، وما أظن القوم إلا سيمنعونك، فإن فعلوا.. فلا تراجعهم، فلما مات... أتى الحسين عائشة - رضي الله عنها - فقالت: نعم وكرامة، فمنعهم مروان، فلبس الحسين ومن معه السلاح حتى رده أبو هريرة، ثم دفن في البقيع إلى جنب أمه رضي الله عنهما).

التالي السابق


الخدمات العلمية