الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 339 ] خلافة يزيد بن معاوية

[60 - 63 هـ]


أبو خالد الأموي، ولد سنة خمس أو ست وعشرين، وكان ضخما، كثير اللحم، كثير الشعر، وأمه: ميسون بنت بحدل الكلبية.

روى عن أبيه، وعنه: ابنه خالد، وعبد الملك بن مروان.

جعله أبوه ولي عهده، وأكره الناس على ذلك، كما تقدم.

قال الحسن البصري: (أفسد أمر الناس اثنان: عمرو بن العاصي يوم أشار على معاوية برفع المصاحف، فحملت وقال: أين القراء؟ فحكم الخوارج، فلا يزال هذا التحكيم إلى يوم القيامة.

والمغيرة بن شعبة؛ فإنه كان عامل معاوية على الكوفة، فكتب إليه معاوية: إذا قرأت كتابي هذا... فأقبل معزولا، فأبطأ عنه، فلما ورد عليه... قال: ما أبطأ بك؟ قال: أمر كنت أوطئه وأهيئه، قال: وما هو؟ قال: البيعة ليزيد من بعدك، قال: أو فعلت؟ قال: نعم، قال: ارجع إلى عملك، فلما خرج قال له أصحابه: ما وراءك؟ قال: وضعت رجل معاوية في غرز غي لا يزال فيه إلى يوم القيامة، قال الحسن: فمن أجل ذلك بايع هؤلاء لأبنائهم، ولولا ذلك... لكانت شورى إلى يوم القيامة).

وقال ابن سيرين: (وفد عمرو بن حزم إلى معاوية فقال له: أذكرك الله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بمن تستخلف عليها، فقال: نصحت وقلت [ ص: 340 ] برأيك؛ وإنه لم يبق إلا ابني وأبناؤهم، وابني أحق).

وقال عطية بن قيس: خطب معاوية فقال: (اللهم؛ إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله.. فبلغه ما أملت وأعنه، وإن كنت إنما حملني حب الوالد لولده، وإنه ليس لما صنعت به أهلا... فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك)، فلما مات معاوية .. بايعه أهل الشام، ثم بعث إلى أهل المدينة من يأخذ له البيعة، فأبى الحسين وابن الزبير أن يبايعا، وخرجا من ليلتهما إلى مكة.

التالي السابق


الخدمات العلمية