الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (3) قوله : واتخذوا : يجوز أن يعود الضمير على الكفار الذين يضمهم لفظ "العالمين"، وأن يعود على من ادعى لله شريكا وولدا لدلالة قوله: "ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك" ، وأن يعود على المنذرين لدلالة " نذيرا " عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "لا يخلقون" صفة لـ "آلهة"، وغلب العقلاء على غيرهم; لأن الكفار [672/ب] كانوا يعبدون العقلاء كعزير والمسيح والملائكة وغيرهم كالكواكب والأصنام. ومعنى "لا يخلقون" لا يقدرون على التقدير، والخلق يوصف به العباد. قال زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      3471 - ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ـض القوم يخلق ثم لا يفري



                                                                                                                                                                                                                                      ويقال: خلقت الأديم أي: قدرته. هذا إذا أريد بالخلق التقدير. فإن أريد به الإيجاد فلا يوصف به غير الباري تعالى وقد تقدم. وقيل: بمعنى يختلقون، كقوله: "وتخلقون إفكا".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية