الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (67) قوله : ولم يقتروا : قرأ الكوفيون بفتح الياء وضم التاء وابن كثير وأبو عمرو بالفتح والكسر. ونافع وابن عامر بالضم والكسر من [ ص: 501 ] أقتر. وعليه "وعلى المقتر قدره". وأنكر أبو حاتم [678/ب] "أقتر" وقال: "لا يناسب هنا فإن أقتر بمعنى افتقر، ومنه "وعلى المقتر قدره". ورد عليه: بأن الأصمعي وغيره حكوا أقتر بمعنى ضيق.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العلاء بن سيابة واليزيدي بضم الياء وفتح القاف وكسر التاء المشددة في قتر بمعنى ضيق.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وكان بين ذلك قواما" في اسم كان وجهان، أشهرهما: أنه ضمير يعود على الإنفاق المفهوم من قوله: "أنفقوا" أي: وكان إنفاقهم مستويا قصدا لا إسرافا ولا تقتيرا. وفي خبرها وجهان. أحدهما: هو قواما و "بين ذلك": إما معمول له، وإما لـ "كان" عند من يرى إعمالها في الظرف، وإما لمحذوف على أنه حال من "قواما". ويجوز أن يكون "بين ذلك قواما" خبرين لـ "كان" عند من يرى ذلك، وهم الجمهور خلافا لابن درستويه. الثاني: أن الخبر "بين ذلك" و "قواما" حال مؤكدة.

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: من الوجهين الأولين: أن يكون اسمها "بين ذلك" وبني لإضافته إلى غير متمكن، و "قواما" خبرها. قاله الفراء. قال الزمخشري: "وهو من جهة الإعراب لا بأس به، ولكنه من جهة المعنى ليس بقوي، لأن ما بين الإسراف والتقتير قوام لا محالة، فليس في الخبر الذي هو معتمد الفائدة فائدة". قلت: هو يشبه قولك "كان سيد الجارية مالكها".

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ حسان بن عبد الرحمن "قواما" بالكسر فقيل: هما بمعنى. وقيل: [ ص: 502 ] بالكسر اسم ما يقام به الشيء. وقيل: بمعنى سدادا وملاكا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية