الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (22) قوله : ولا يأتل : يجوز أن يكون يفتعل من الألية وهي الحلف كقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 394 ]

                                                                                                                                                                                                                                      3437 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وآلت حلفة لم تحلل



                                                                                                                                                                                                                                      ونصر الزمخشري هذا بقراءة الحسن "ولا يتأل" من الألية كقوله: "من تأل على الله يكذبه". ويجوز أن يكون يفتعل من ألوت أي قصرت كقوله تعالى: "لا يألونكم خبالا" قال:


                                                                                                                                                                                                                                      3438 - وما المرء ما دامت حشاشة نفسه     بمدرك أطراف الخطوب ولا آل



                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو البقاء: وقرئ "ولا يتأل" على يتفعل وهو من الألية أيضا".

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: ومنه:


                                                                                                                                                                                                                                      3439 - تألى ابن أوس حلفة ليردني     إلى نسوة كأنهن مفائد



                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أن يؤتوا" هو على إسقاط الجار، وتقديره على القول الأول، ولا يأتل أولو الفضل على أن لا يحسنوا. وعلى الثاني: ولا يقصر أولو [ ص: 395 ] الفضل في أن يحسنوا. وقرأ أبو حيوة وأبو البرهسم وابن قطيب "تؤتوا" بتاء الخطاب. وهو التفات موافق لقوله: "ألا تحبون". وقرأ الحسن وسفيان بن الحسين: ولتعفوا ولتصفحوا، بالخطاب، وهو موافق لما بعده.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية