الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 268 ] آ. (29) قوله : ثم ليقضوا : العامة على كسر اللام وهي لام الأمر. وقرأ نافع والكوفيون والبزي بسكونها إجراء للمنفصل مجرى المتصل نحو "كتف" وهو نظير تسكين هاء "هو" بعد "ثم" في قراءة الكسائي وقالون حيث أجريت "ثم" مجرى الواو والفاء.

                                                                                                                                                                                                                                      والتفث قيل: أصله من التف وهو وسخ الأظفار، قلبت الفاء ثاء كـ مغثور في مغفور. وقيل: هو الوسخ والقذر يقال: ما تفثك؟ وحكى قطرب: تفث الرجل أي: كثر وسخه في سفره. ومعنى "ليقضوا تفثهم": ليصنعوا ما يصنعه المحرم من إزالة شعر وشعث ونحوهما عند حله، وفي ضمن هذا قضاء جميع المناسك، إذ لا يفعل هذا إلا بعد فعل المناسك كلها.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "وليوفوا" قرأ أبو بكر "وليوفوا" بالتشديد. والباقون بالتخفيف. وقد تقدم في البقرة أن فيه ثلاث لغات: وفى ووفى وأوفى. وقرأ [ ص: 269 ] ابن ذكوان "وليوفوا" بكسر اللام، والباقون بسكونها، وكذلك هذا الخلاف جار في قوله: "وليطوفوا" .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية