الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (87) والنون : الحوت، ويجمع على نينان، كحوت وحيتان. وسمي بذلك، لأن النون ابتلعه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "مغاضبا" حال من فاعل "ذهب". والمفاعلة هنا تحتمل أن تكون على بابها من المشاركة. أي: غاضب قومه وغاضبوه، حين لم يؤمنوا في أول الأمر. وفي بعض التفاسير: مغاضبا لربه. فإن صح ذلك عمن يعتبر قوله، فينبغي أن تكون اللام للتعليل لا للتعدية للمفعول أي: لأجل ربه ولدينه. ويحتمل أن تكون بمعنى: غضبان فلا مشاركة كعاقبت وسافرت.

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على "مغاضبا" اسم فاعل. وقرأ أبو شرف "مغاضبا" بفتح الضاد على ما لم يسم فاعله. كذا نقله الشيخ، ونقله الزمخشري عن أبي شرف "مغضبا" دون ألف من أغضبته فهو مغضب.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أن لن" "أن" هذه المخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف. و "لن نقدر" هو الخبر. والفاصل حرف النفي المعنى: أن لن نضيق عليه، من باب قوله: "فقدر عليه رزقه" ، "ومن قدر عليه رزقه".

                                                                                                                                                                                                                                      والعامة على "نقدر" بنون العظمة مفتوحة وتخفيف الدال. والمفعول محذوف أي: الجهات والأماكن. وقرأ الزهري بضمها وتشديد الدال. وقرأ ابن [ ص: 191 ] أبي ليلى وأبو شرف والكلبي وحميد بن قيس "يقدر" بضم الياء من تحت وفتح الدال خفيفة مبنيا للمفعول. وقرأ الحسن وعيسى بن عمر بفتح الياء وكسر الدال خفيفة. وعلي بن أبي طالب واليماني بضم الياء وكسر الدال مشددة. والفاعل على هذين الوجهين ضمير يعود على الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أن لا إله إلا أنت" يجوز في "أن" وجهان، أحدهما: أنها المخففة من الثقيلة. فاسمها كما تقدم محذوف. والجملة المنفية بعدها الخبر. والثاني: أنها تفسيرية; لأنها بعد ما هو بمعنى القول لا حروفه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية