آ. (39) قوله : nindex.php?page=treesubj&link=28908_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39بقيعة : فيه وجهان، أحدهما: أنه متعلق بمحذوف على أنه صفة لسراب. والثاني: أنه ظرف. والعامل فيه الاستقرار العامل في كاف التشبيه. والسراب: ما يتراءى للإنسان في القفر في شدة الحر مما يشبه الماء. وقيل: ما يتكاثف في قعور القيعان. قال الشاعر:

[ ص: 412 ]

3449 - فلما كففت الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الفلا متألق

يضرب به المثل لمن يظن بشيء خيرا فيخلف. [666/أ] وقيل: هو الشعاع الذي يرمي به نصف النهار في شدة الحر، يخيل للناظر أنه الماء السارب أي الجاري. والقيعة: بمعنى القاع، وهو المنبسط من الأرض. وقد تقدم في طه. وقيل: بل هي جمعه كجار وجيزة.

وقرأ مسلمة بن محارب بتاء ممطوطة. وروي عنه بتاء شكل الهاء، ويقف عليها بالهاء. وفيها أوجه، أحدها: أن تكون بمعنى قيعة كالعامة، وإنما أشبع الفتحة فتولد منها ألف كقوله: "مخرنبق لينباع" قاله صاحب "اللوامح". والثاني: أنه جمع قيعة، وإنما وقف عليها بالهاء ذهابا به مذهب لغة طيئ في قولهم: "الإخوة والأخواه، ودفن البناه من المكرماه" أي: والأخوات، والبنات، والمكرمات. وهذه القراءة تؤيد أن قيعة جمع قاع. الثالث قال nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "وقول بعضهم: بقيعاة بتاء مدورة كرجل عزهاة" فظاهر هذا أنه جعل هذا بناء مستقلا ليس جمعا ولا اتساعا.

[ ص: 413 ] وقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "يحسبه الظمآن" جملة في محل الجر صفة لسراب أيضا. وحسن ذلك لتقدم الجار على الجملة. هذا إن جعلنا الجار صفة. والضمائر المرفوعة في "جاءه" وفي nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "لم يجده" وفي "وجد"، والضمائر في " عنده " وفي "وفاه" وفي nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "حسابه" كلها ترجع إلى الظمآن; لأن المراد به الكافر المذكور أولا. وهذا قول nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وهو حسن. وقيل: بل الضميران في nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "جاءه" و "وجد" عائدان على الظمآن، والباقية عائدة على الكافر، وإنما أفرد الضمير على هذا - وإن تقدمه جمع وهو قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "والذين كفروا"- حملا على المعنى، إذ المعنى: كل واحد من الكفار. والأول أولى لاتساق الضمائر.

وقرأ nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر - ورويت عن nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع- "الظمان" بإلقاء حركة الهمزة على الميم.

آ. (39) قَوْلُهُ : nindex.php?page=treesubj&link=28908_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39بِقِيعَةٍ : فِيهِ وَجْهَانِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِسَرَابٍ. وَالثَّانِي: أَنَّهُ ظَرْفٌ. وَالْعَامِلُ فِيهِ الِاسْتِقْرَارُ الْعَامِلُ فِي كَافِ التَّشْبِيهِ. وَالسَّرَابُ: مَا يَتَرَاءَى لِلْإِنْسَانِ فِي الْقَفْرِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ مِمَّا يُشْبِهُ الْمَاءَ. وَقِيلَ: مَا يَتَكَاثَفُ فِي قُعُورِ الْقِيعَانِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

[ ص: 412 ]

3449 - فَلَمَّا كَفَفَتُ الْحَرْبَ كَانَتْ عُهُودُكُمْ كَلَمْعِ سَرَابٍ فِي الْفَلَا مُتَأَلِّقِ

يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ لِمَنْ يَظُنُّ بِشَيْءٍ خَيْرًا فَيَخْلُفُ. [666/أ] وَقِيلَ: هُوَ الشُّعَاعُ الَّذِي يَرْمِي بِهِ نِصْفُ النَّهَارِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ، يُخَيَّلُ لِلنَّاظِرِ أَنَّهُ الْمَاءُ السَّارِبُ أَيِ الْجَارِي. وَالْقِيعَةُ: بِمَعْنَى الْقَاعِ، وَهُوَ الْمُنْبَسِطُ مِنَ الْأَرْضِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي طَهَ. وَقِيلَ: بَلْ هِيَ جَمْعُهُ كَجَارٍ وَجِيزَةٍ.

وَقَرَأَ مَسْلَمَةُ بْنُ مُحَارِبٍ بِتَاءٍ مَمْطُوطَةٍ. وَرُوِيَ عَنْهُ بِتَاءٍ شَكْلِ الْهَاءِ، وَيَقِفُ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ. وَفِيهَا أَوْجُهٌ، أَحَدُهَا: أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى قِيعَةٍ كَالْعَامَّةِ، وَإِنَّمَا أَشْبَعَ الْفَتْحَةَ فَتَوَلَّدَ مِنْهَا أَلِفٌ كَقَوْلِهِ: "مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ" قَالَهُ صَاحِبُ "اللَّوَامِحِ". وَالثَّانِي: أَنَّهُ جَمْعُ قِيعَةٍ، وَإِنَّمَا وَقَفَ عَلَيْهَا بِالْهَاءِ ذَهَابًا بِهِ مَذْهَبَ لُغَةِ طَيِّئٍ فِي قَوْلِهِمُ: "الْإِخْوَةُ وَالْأَخْوَاهْ، وَدَفْنُ الْبُنَاهُ مِنَ الْمَكْرُمَاهُ" أَيْ: وَالْأَخَوَاتُ، وَالْبَنَاتُ، وَالْمَكْرُمَاتُ. وَهَذِهِ الْقِرَاءَةُ تُؤَيِّدُ أَنَّ قِيعَةً جَمْعُ قَاعٍ. الثَّالِثُ قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ: "وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ: بِقِيعَاةٍ بِتَاءٍ مُدَوَّرَةٍ كَرَجُلٍ عِزْهَاةٍ" فَظَاهِرُ هَذَا أَنَّهُ جَعَلَ هَذَا بِنَاءً مُسْتَقِلًّا لَيْسَ جَمْعًا وَلَا اتِّسَاعًا.

[ ص: 413 ] وَقَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ" جُمْلَةٌ فِي مَحَلِّ الْجَرِّ صِفَةً لِسَرَابٍ أَيْضًا. وَحَسُنَ ذَلِكَ لِتَقَدُّمِ الْجَارِّ عَلَى الْجُمْلَةِ. هَذَا إِنْ جَعَلْنَا الْجَارَّ صِفَةً. وَالضَّمَائِرُ الْمَرْفُوعَةُ فِي "جَاءَهُ" وَفِي nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "لَمْ يَجِدْهُ" وَفِي "وَجَدَ"، وَالضَّمَائِرُ فِي " عِنْدَهُ " وَفِي "وَفَّاهُ" وَفِي nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "حِسَابَهُ" كُلُّهَا تَرْجِعُ إِلَى الظَّمْآنِ; لِأَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْكَافِرُ الْمَذْكُورُ أَوَّلًا. وَهَذَا قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ وَهُوَ حَسَنٌ. وَقِيلَ: بَلِ الضَّمِيرَانِ فِي nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "جَاءَهُ" وَ "وَجَدَ" عَائِدَانِ عَلَى الظَّمْآنِ، وَالْبَاقِيَةُ عَائِدَةٌ عَلَى الْكَافِرِ، وَإِنَّمَا أُفْرِدَ الضَّمِيرُ عَلَى هَذَا - وَإِنْ تَقَدَّمَهُ جَمْعٌ وَهُوَ قَوْلُهُ: nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=39 "وَالَّذِينَ كَفَرُوا"- حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى، إِذِ الْمَعْنَى: كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْكُفَّارِ. وَالْأَوَّلُ أَوْلَى لِاتِّسَاقِ الضَّمَائِرِ.

وَقَرَأَ nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ - وَرُوِيَتْ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ- "الظَّمَانُ" بِإِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى الْمِيمِ.