الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (23) قوله : هباء : الهباء والهبوة: التراب الدقيق قاله ابن عرفة. قال الجوهري: "يقال منه: هبا يهبو إذا ارتفع وأهبيته أنا إهباء". وقال الخليل والزجاج: "هو مثل الغبار الداخل في الكوة يتراءى مع ضوء الشمس". وقيل: الهباء ما تطاير من شرر النار إذا أضرمت. والواحدة هباءة على حد تمر وتمرة. ومنثورا أي مفرقا، نثرت الشيء: فرقته. والنثرة: [ ص: 475 ] لنجوم متفرقة. والنثر: الكلام غير المنظوم على المقابلة بالشعر. وفائدة الوصف به أن الهباء تراه منتظما مع الضوء [675/أ] فإذا حركته تفرق فجيء بهذه الصفة لتفيد ذلك. وقال الزمخشري: "أو مفعول ثالث لجعلناه أي: فجعلناه جامعا لحقارة الهباء والتناثر كقوله تعالى: "كونوا قردة خاسئين" أي: جامعين للمسخ والخسء". قال الشيخ: "وخالف ابن درستويه، فخالف النحويين في منعه أن يكون لكان خبران وأزيد، وقياس قوله في "جعل" أن يمنع أن يكون لها خبر ثالث". قلت: مقصوده أن كلام الزمخشري مردود قياسا على ما منعه ابن درستويه من تعديد خبر "كان".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية