الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (32) قوله : فأرسلنا فيهم : قال الزمخشري: "فإن قلت: حق "أرسل" أن يتعدى بـ "إلى" كأخواته التي هي: وجه وأنفذ وبعث، فما باله عدي في القرآن بـ إلى تارة وبـ في أخرى كقوله "كذلك أرسلناك في أمة"؟ قلت: لم يعد بـ "في" كما عدي بـ "إلى" ولم يجعله صلة مثله، ولكن الأمة أو القرية جعلت موضعا للإرسال كقول رؤبة:


                                                                                                                                                                                                                                      3412 - أرسلت فيها مصعبا ذا إقحام ... ... ... ...



                                                                                                                                                                                                                                      وقد جاء "بعث" على ذلك كقوله تعالى: "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أن اعبدوا" يجوز أن تكون المصدرية أي: أرسلناه بأن اعبدوا أي: بقوله اعبدوا، وأن تكون مفسرة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 332 ] قال الزمخشري: "فإن قلت: ذكر مقالة هود في جوابه في سورة الأعراف، وسورة هود، بغير واو: "قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة" "قالوا يا هود ما جئتنا ببينة" وههنا مع الواو فأي فرق بينهما؟ قلت: الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل: قال: فماذا قيل له؟ فقيل له: قالوا: كيت وكيت. وأما الذي مع الواو فعطف لما قالوه على ما قاله، ومعناه أنه اجتمع في الحصول: هذا الحق وهذا الباطل، وشتان ما بينهما".

                                                                                                                                                                                                                                      قلت: ولقائل أن يقول: هذا جواب بنفس الواقع، والسؤال باق [654/ب]; إذ يحسن أن يقال: لم لا يجعل هنا قولهم أيضا جوابا لسؤال سائل كما في نظيرتيها لو عكس الأمر؟.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية