الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (41) قوله : غثاء : مفعول ثان للجعل بمعنى التصيير. والغثاء: قيل هو الجفاء وقد تقدم في الرعد. قاله الأخفش. وقال الزجاج : "هو البالي من ورق الشجر، إذا جرى السيل خالط زبده". وقيل: كل ما يلقيه السيل والقدر مما لا ينتفع به، وبه يضرب المثل في ذلك. ولامه واو لأنه من غثا الوادي يغثو غثوا وكذلك غثت القدر. وأما غثيت نفسه تغثي [ ص: 344 ] غثيانا أي: خبثت فهو قريب من معناه، ولكنه من مادة الياء. وتشدد ثاء "الغثاء" وتخفف وقد جمع على "أغثاء" وهو شاذ، بل كان قياسه أن يجمع على أغثية كأغربة، أو على غثيان كغربان وغلمان. وأنشدوا لامرئ القيس:


                                                                                                                                                                                                                                      3417 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . من السيل والغثاء فلكة مغزل



                                                                                                                                                                                                                                      بتشديد الثاء وتخفيفها والجمع أي: والأغثاء.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "فبعدا للقوم": بعدا: مصدر بدل من اللفظ بفعله، فناصبه واجب الإضمار لأنه بمعنى الدعاء عليهم. والأصل: بعد بعدا وبعدا نحو: رشد رشدا ورشدا. وفي هذه اللام قولان أحدهما: وهو الظاهر أنها متعلقة بمحذوف للبيان كهي في سقيا له وجدعا له. قاله الزمخشري. الثاني: أنها متعلقة بـ بعدا. قاله الحوفي. وهذا مردود; [656/ب] لأنه لا يحفظ حذف هذه اللام ووصول المصدر إلى مجرورها البتة، ولذلك منعوا الاشتغال في قوله "والذين كفروا فتعسا لهم" لأن اللام لا تتعلق بـ "تعسا" بل بمحذوف، وإن كان الزمخشري جوز ذلك، وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية