الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (39) قوله : لو يعلم : جوابها مقدر لأنه أبلغ في الوعيد. فقدره الزمخشري: "لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال، ولكن جهلهم به هو الذي هونه عندهم". وقدره ابن عطية: "لما استعجلوا". وقدره الحوفي "لسارعوا". وقدره غيرهم "لعلموا صحة البعث".

                                                                                                                                                                                                                                      و "حين" مفعول به لـ "علموا" وليس منصوبا على الظرف. أي: لو يعلمون وقت عدم كف النار. وقال الزمخشري: "ويجوز أن يكون "يعلم" متروكا بلا تعدية بمعنى: لو كان معهم علم ولم يكونوا جاهلين لما كانوا [ ص: 159 ] مستعجلين. و "حين" منصوب بمضمر أي: حين لا يكفون عن وجوههم النار يعلمون أنهم كانوا على الباطل"، وعلى هذا فـ "حين" منصوب على الظرف لأنه جعل مفعول العلم "أنهم كانوا".

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشيخ: "والظاهر أن مفعول "يعلم" محذوف لدلالة ما قبله أي: لو يعلم الذين كفروا مجيء الموعود الذي سألوا عنه واستنبطوه. و "حين" منصوب بالمفعول الذي هو "مجيء". ويجوز أن يكون من باب الإعمال على حذف مضاف، وأعمل الثاني. والمعنى: لو يعلمون مباشرة النار حين لا يكفونها عن وجوههم".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية