الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (81) قوله : بهادي العمي : العامة على "هادي" مضافا للعمي. وحمزة "يهدي" فعلا مضارعا، و "العمي" نصب على المفعول به، وكذلك التي في الروم، ويحيى بن الحارث وأبو حيوة "بهاد" منونا "العمي" منصوب به، وهو الأصل.

                                                                                                                                                                                                                                      واتفق القراء على أن يقفوا على "هاد" في هذه السورة بالياء; لأنها رسمت في المصحف ثابتة. واختلفوا في الروم. فوقف الأخوان عليها بالياء أيضا كهذه. أما حمزة فلأنه يقرؤها "يهدي" فعلا مضارعا مرفوعا فياؤه ثابتة. قال الكسائي: "من قرأ "يهدي" لزمه أن يقف بالياء، وإنما لزمه ذلك; لأن الفعل لا يدخله تنوين في الوصل تحذف له الياء فيكون في الوقف كذلك، كما يدخل تنوين على "هاد" ونحوه فتذهب الياء في الوصل، فيجري الوقف على ذلك كمن وقف بغير ياء". انتهى. ويلزم على ذلك أن يوقف على "يقضي بالحق" "ويدع الإنسان" بإثبات الياء والواو. ولكن يلزم حمزة مخالفة الرسم دون [ ص: 642 ] القياس. وأما الكسائي فإنه يقرأ "بهادي" اسم فاعل كالجماعة، فإثباته للياء بالحمل على "هادي" في هذه السورة، وفيه مخالفة الرسم السلفي.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "عن ضلالتهم" فيه وجهان، أحدهما: أنه متعلق بـ "يهدي". وعدي بـ "عن" لتضمنه معنى يصرفهم. والثاني: أنه متعلق بالعمي لأنك تقول: عمي عن كذا، ذكره أبو البقاء.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية