الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (15) قوله : فما زالت تلك دعواهم : اسم "زالت" "تلك" و "دعواهم" الخبر، هذا هو الصواب. وقد قال الحوفي والزمخشري وأبو البقاء بجواز العكس. وهو مردود بأنه إذا خفي الإعراب مع استوائهما في المسوغ لكون كل منهما اسما أو خبرا وجب جعل المتقدم اسما والمتأخر خبرا، وهو من باب "ضرب موسى عيسى" وقد تقدم إيضاح هذا في أول سورة الأعراف. وهناك شيء لا يتأتى ههنا فليلتفت إليه. و "تلك" إشارة إلى الجملة المقولة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 138 ] قوله: "حصيدا" مفعول ثان; لأن الجعل هنا تصيير. و "حصيدا خامدين": يجوز أن يكون من باب "هذا حلو حامض". كأن قيل: جعلناهم جامعين بين الوصفين جميعا. ويجوز أن يكون "خامدين" حالا من الضمير في "جعلناهم"، أو من الضمير المستكن في "حصيدا" فإنه في معنى محصود. ويجوز أن يكون من باب ما تعدد فيه الخبر نحو: "زيد كاتب شاعر". وجوز أبو البقاء فيه أيضا أن يكون صفة لـ "حصيدا" وحصيد بمعنى محصود كما تقدم; فلذلك لم يجمع. وقال أبو البقاء: "والتقدير: مثل حصيد، فلذلك لم يجمع كما لم يجمع "مثل" المقدر" انتهى. وإذا كان بمعنى محصودين فلا حاجة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية