الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (82) قوله : وإذا وقع القول : أي: مضمون القول، أو أطلق المصدر على المفعول أي: المقول.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "تكلمهم" العامة على التشديد. وفيه وجهان، الأظهر: أنه من الكلام والحديث، ويؤيده قراءة أبي "تنبئهم" وقراءة يحيى بن سلام "تحدثهم" وهما تفسيران لها. والثاني: "تجرحهم" ويدل عليه قراءة ابن عباس وابن جبير ومجاهد وأبي زرعة والجحدري "تكلمهم" بفتح التاء وسكون الكاف وضم اللام من الكلم وهو الجرح. وقد قرئ "تجرحهم" وفي التفسير أنها تسم الكافر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "أن الناس" قرأ الكوفيون بالفتح، والباقون بالكسر، فأما الفتح فعلى تقدير الباء أي: بأن الناس. ويدل عليه التصريح بها في قراءة عبد الله [ ص: 643 ] "بأن الناس". ثم هذه الباء تحتمل أن تكون معدية، وأن تكون سببية، وعلى التقديرين: يجوز أن يكون "تكلمهم" بمعنييه من الحديث والجرح أي: تحدثهم بأن الناس أو بسبب أن الناس، أو تجرحهم بأن الناس أي: تسمهم بهذا اللفظ، أو تسمهم بسبب انتفاء الإيمان.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الكسر فعلى الاستئناف. ثم هو محتمل لأن يكون من كلام الله تعالى وهو الظاهر، وأن يكون من كلام الدابة، فيعكر عليه "بآياتنا". ويجاب عنه: إما باختصاصها، صح إضافة الآيات إليها، كقول أتباع الملوك: دوابنا وخيلنا، وهي لملكهم، وإما على حذف مضاف أي: بآيات ربنا. وتكلمهم إن كان من الحديث فيجوز أن يكون: إما لإجراء "تكلمهم" مجرى تقول لهم، وإما على إضمار القول أي: فتقول كذا. وهذا القول تفسير لـ "تكلمهم".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية