الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) قوله : الزانية والزاني : في رفعهما وجهان: مذهب سيبويه أنه مبتدأ، وخبره محذوف أي: فيما يتلى عليكم حكم الزانية. ثم بين ذلك بقوله: "فاجلدوا" إلى آخره. والثاني وهو مذهب الأخفش وغيره: أنه مبتدأ. والخبر جملة الأمر. ودخلت الفاء لشبه المبتدأ بالشرط. وقد تقدم الكلام على هذه المسألة مستوفى عند قوله "واللذان يأتيانها منكم فآذوهما" وعند قوله "والسارق والسارقة" فأغنى عن إعادته.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ عيسى الثقفي ويحيى بن يعمر وعمرو بن فائد وأبو جعفر وشيبة ورويس بالنصب على الاشتغال. قال الزمخشري: "وهو أحسن [ ص: 380 ] من "سورة أنزلناها" لأجل الأمر. وقرئ "واللذان" بلا ياء.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "رأفة" قرأ العامة هنا، وفي الحديد، بسكون الهمزة، وابن كثير بفتحها. وقرأ ابن جريج - وتروى أيضا عن ابن كثير وعاصم- "رآفة" بألف بعد الهمزة بزنة سحابة، وكلها مصادر لـ رأف به يرؤف. وقد تقدم معناه. وأشهر المصادر الأول. ونقل أبو البقاء فيها لغة رابعة: وهي إبدال الهمزة ألفا. ومثل هذا ظاهر غير محتاج للتنبيه عليه فإنها لغة مستقلة وقراءة متواترة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ العامة "تأخذكم" بالتأنيث مراعاة للفظ. وعلي بن أبي طالب والسلمي ومجاهد بالياء من تحت; لأن التأنيث مجازي وللفصل بالمفعول والجار. و "بهما" متعلق بـ "تأخذكم" أو بمحذوف على سبيل البيان. ولا يتعلق بـ "رأفة" لأن المصدر لا يتقدم عليه معموله، وفي "دين الله" متعلق بالفعل قبله أيضا. وهذه الجملة دالة على جواب الشرط بعدها، أو هي الجواب عند بعضهم. [662/أ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية