الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (11) قوله : على حرف : حال من فاعل "يعبد" أي: متزلزلا. ومعنى "على حرف" أي: على شك أو على انحراف، أو على طرف الدين لا في وسطه، كالذي يكون في طرف العسكر: إن رأى خيرا ثبت وإلا فر.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: " خسر " قرأ العامة "خسر" فعلا ماضيا. وهو يحتمل ثلاثة أوجه: الاستئناف، والحالية من فاعل، "انقلب"، ولا حاجة إلى إضمار "قد" على الصحيح، والبدلية من قوله "انقلب"، كما أبدل المضارع من مثله في قوله: "يلق أثاما يضاعف" .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 238 ] وقرأ مجاهد والأعرج وابن محيصن والجحدري في آخرين "خاسر" بصيغة اسم فاعل منصوب على الحال، وهي تؤيد كون الماضي في قراءة العامة حالا. وقرئ برفعه. وفيه وجهان، أحدهما: أن يكون فاعلا بـ "انقلب" ويكون من وضع الظاهر موضع المضمر أي: انقلب خاسر الدنيا. والأصل: انقلب هو. والثاني: أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هو خاسر. وهذه القراءة تؤيد الاستئناف في قراءة المضي على التخريج الثاني. وحق من قرأ "خاسر" رفعا ونصبا أن يجر "الآخرة" لعطفها على "الدنيا" المجرور بالإضافة. ويجوز أن يبقى النصب فيها; إذ يجوز أن تكون "الدنيا" منصوبة. وإنما حذف التنوين من "خاسر" لالتقاء الساكنين نحو قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3374 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ولا ذاكر الله إلا قليلا



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية