الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (18) قوله : فيدمغه : العامة على رفع الغين نسقا على ما قبله. وقرأ عيسى بن عمر بنصبها. قال الزمخشري: "وهو في ضعف [ ص: 139 ] قوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3332 - سأترك منزلي لبني تميم وألحق بالحجاز فأستريحا



                                                                                                                                                                                                                                      وقرئ شاذا "فيدمغه" بضم الميم، وهي محتملة لأن يكون في المضارع لغتان: يفعل ويفعل، وأن يكون الأصل الفتح، والضمة للإتباع في حرف الحلق. ويدمغه: أي يصيب دماغه، من قولهم دمغت الرجل أي: ضربته في دماغه كقولهم رأسه وكبده ورجله، إذا أصاب منه هذه الأعضاء.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "مما تصفون" فيه أوجه، أحدها: أنه متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر أي: استقر لكم الويل من أجل ما تصفون. و "من" تعليلية. وهذا وجه وجيه. الثاني: أنه متعلق بمحذوف، والثالث: أنه حال من الويل أي: الويل واقعا مما تصفون، كذا قدره أبو البقاء. و "ما" في "مما تصفون" يجوز أن تكون مصدرية فلا عائد عند الجمهور، وأن تكون بمعنى الذي، أو نكرة موصوفة ولا بد من العائد، عند الجميع، حذف لاستكمال الشروط.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية