الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 214 ] آ. (107) قوله : إلا رحمة : يجوز أن يكون مفعولا له أي: لأجل الرحمة. ويجوز أن ينتصب على الحال مبالغة في أن جعله نفس الرحمة، وإما على حذف مضاف أي: ذا رحمة أو بمعنى راحم. وفي الحديث "يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "للعالمين" يجوز أن يتعلق بمحذوف على أنها صفة لـ "رحمة" أي: كائنة للعالمين. ويجوز أن يتعلق بـ "أرسلناك" عند من يرى تعلق ما بعد "إلا" بما قبلها جائزا أو بمحذوف عند من لا يرى ذلك. هذا إذا لم يفرغ الفعل لما بعدها، أما إذا فرغ فيجوز نحو: ما مررت إلا بزيد، كذا قاله الشيخ هنا. وفيه نظر من حيث إن هذا أيضا مفرغ; لأن المفرغ عبارة عما افتقر ما بعد "إلا" لما قبلها على جهة المعمولية له.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية