الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (43) قوله : وصدها ما كانت تعبد : في فاعل "صد" ثلاثة أوجه، أحدها: ضمير الباري. والثاني: ضمير سليمان. وعلى هذا فـ "ما كانت تعبد" منصوب على إسقاط الخافض أي: وصدها الله، أو سليمان، عن ما كانت تعبد من دون الله، قاله الزمخشري مجوزا له. وفيه نظر: من حيث إن حذف الجار ضرورة كقوله:


                                                                                                                                                                                                                                      3573 - تمرون الديار ولم تعوجوا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .



                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 618 ] كذا قاله الشيخ. وقد تقدم لك آيات كثيرة من هذا النوع فلهذه بهن أسوة. والثالث: أن الفاعل هو "ما كانت" أي: صدها ما كانت تعبد عن الإسلام وهذا واضح. والظاهر أن الجملة من قوله "وصدها" معطوفة على قوله: "وأوتينا" . وقيل: هي حال من قوله: "أم تكون من الذين" و "قد" مضمرة وهذا بعيد جدا. وقيل: هو مستأنف إخبار من الله تعالى بذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: "إنها" العامة على كسرها استئنافا وتعليلا. وقرأ سعيد بن جبير وأبو حيوة بالفتح، وفيها وجهان، أحدهما: أنها بدل من "ما كانت تعبد"، أي: وصدها أنها كانت. والثاني: أنها على إسقاط حرف العلة أي: لأنها، فهي قريبة من قراءة العامة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية