الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فلو أن عراقيا دخل مكة ونوى المقام بها ، ثم استأنف التمتع بعد مقامه ، لم يلزمه دم : لأنه تمتع وهو من أهل مكة ، ولو أن مكيا دخل العراق ونوى بها المقام ثم تمتع لزمه الدم لتمتعه : لأنه تمتع وهو من أهل العراق ، ولكن لو تمتع العراقي ، ثم نوى المقام بمكة لم يسقط عنه دم التمتع فوجوبه عليه قبل مقامه . قال الشافعي في الإملاء : فلو تمتع العراقي فحين فرغ من عمرته نوى المقام بمكة قبل الإحرام بالحج لم يسقط عنه دم التمتع ، وهذا صحيح : لأنه لا يصير مقيما لمجرد النية ، إلا أن يقترن بها فعل الإقامة ، وهو لا يقدر على فعل الإقامة قبل حجه لما يجب عليه من الخروج إلى منى وعرفات ، فكان يعد في حكم المسافر ولم يسقط عنه دم التمتع .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية