الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 177 ] مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " ويبيت بها فإن لم يبت بها فعليه دم شاة ، وإن خرج ما بعد نصف الليل فلا فدية عليه ، قالابن عباس : كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه وسلم مع ضعفة أهله يعني من مزدلفة إلى منى .

                                                                                                                                            قال الماوردي : أما المبيت بمزدلفة فنسك ، وليس بركن ، وهو قول الأكثرين ، وحكي عن خمسة من التابعين أنه ركن في الحج لا يتم إلا به ، منهم الحسن وإبراهيم النخعي وعامر الشعبي ، والأسود ، وعلقمة وبه قال أبو عبد الرحمن الشافعي استدلالا بقوله تعالى : فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام [ البقرة : 198 ] ، وبها روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وقف بجمع فقد أدرك الحج ، ومن فاته فقد فاته الحج " .

                                                                                                                                            والدلالة على ما قلنا رواية بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي ، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : الحج عرفات ، فمن أدرك عرفة فقد أدرك الحج . ولأنه مبيت تضمن من صبيحة الرمي ، فوجب أن يكون نسكا ، ولا يكون ركنا كليالي منى ؛ ولأن زمان المبيت بمزدلفة هو زمان الوقوف بعرفة فلو كان المبيت بها ركنا لاختصت بزمان مستثنى لا يشارك زمان الوقوف .

                                                                                                                                            فأما الآية فلا حجة فيها : لأنها تدل على وجوب الذكر دون المبيت ، وهو غير واجب بالإجماع .

                                                                                                                                            وأما الخبر فغير صحيح ، ثم هو محمول على فوات فضيلة الحج .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية