الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 143 ] فصل : فأما القراءة في الطواف فمستحبة ، وحكي عن مالك أنه كرهها ، وبه قال الحسن البصري ، وعروة بن الزبير . وروي عن ابن عمر أنه سمع رجلا يقرأ في الطواف فصك في صدره .

                                                                                                                                            والدلالة على استحبابه وعدم كراهته ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الطواف صلاة " . ثم كانت القراءة واجبة في الصلاة ، فوجب أن تكون مستحبة في الطواف ، فإذا ثبت أنها مستحبة ، فقد قال الشافعي : وأحب القراءة في الطواف ، وهو أفضل ما تكلم به المرء .

                                                                                                                                            فإن قيل : أيهما أفضل في الطواف .

                                                                                                                                            قيل : أما الدعاء المسنون فيه فهو أفضل من القراءة فيه اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولرواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء " . وروى القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة دين الله تعالى " وذكر الله تعالى إنما هو ما تضمن الدعاء من تعظيمه والثناء عليه . ولأن ذكر الدعاء المسنون في الصلاة في الركوع والسجود ، أفضل من القراءة في الركوع والسجود ، كذلك الطواف ، فأما الدعاء بغير ما سن فيه فالقراءة أفضل منه ، لأنها أفضل ما تكلم به المرء .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية