الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن عليه أن يحرم في القضاء من بلده الذي كان قد أحرم منه في الأداء ، فلم يحرم منه وأحرم من الميقات ، فإن عاد إلى بلده محرما قبل أن يأخذ في نسكه أجزأه ولا دم عليه ، وإن لم يعد إلى بلده محرما ، ومضى في القضاء كان كالمجاوز لميقاته فيجزئه ويكون عليه دم لمجاوزته : فلو كان قد أحرم في الأداء من البصرة ، وأحرم في القضاء من مصر ، والمسافة منها إلى الحرم واحدة ، ففيه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : يجزئه ولا دم عليه ؛ لأن مسافة الإحرام في القضاء كمسافة الإحرام في الأداء ، ويكون اختلاف الجهتين كاختلاف الطريقين .

                                                                                                                                            [ ص: 234 ] والوجه الثاني : أن عليه دما : لأن من شرط صحة القضاء أن يكون مماثلا للأداء ، والإحرام من مصر وإن كان مساويا لمسافة الإحرام من البصرة ، فهو غير الإحرام من البصرة فلم يقم مقام الإحرام من البصرة في إسقاط الدم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية