الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والضرب الرابع : أن يكون ما غرسه الآدميون في الموات دون الأملاك ، ففي وجوب الجزاء فيه وجهان :

                                                                                                                                            أحدهما : لا جزاء فيه : لأن ما كان من غرس الآدميين فهو كالحيوان الأهلي ، والحيوان الأهلي لا جزاء فيه بحال : فكذلك غرس الآدميين لا جزاء فيه بحال ، وهذا قول أبي حنيفة .

                                                                                                                                            [ ص: 312 ] والوجه الثاني : وهو أصح إن شاء الله تعالى : أن فيه الجزاء : لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ولا يعضد شجرها : ولأن الحرمة للحرم لا للشجر ، فلا فرق بين ما أنبته الله تعالى في الحرم وبين ما نقله الآدميون من الحل إلى الحرم ، ألا ترى لو أن حلالا صاد من الحل صيدا وأطلقه في الحرم كان كصيد الحرم : لحرمة المكان ؟ فكذلك الشجر .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية