الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 168 ] مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " ثم يغدو إذا طلعت الشمس إلى عرفة ، وهو على تلبيته ، فإذا زالت الشمس صعد الإمام فجلس على المنبر فخطب الخطبة الأولى ، فإذا جلس أخذ المؤذنون في الأذان ، وأخذ هو في الكلام ، وخفف الكلام الآخر ، حتى ينزل بقدر فراغ المؤذن من الأذان ، ويقيم المؤذن ، ويصلي الظهر ثم يقيم فيصلي العصر ، ولا يجهر بالقراءة " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح إذا فرغ الإمام من صلاة الصبح بمنى في يوم عرفة ، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة ، غدا الإمام ومن معه بمنى إلى عرفة بعد طلوع الشمس ، وقد اختلفت الرواية في غدو رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة ، فروى بعضهم : قبل طلوع الشمس ، وروى بعضهم : بعد طلوع الشمس ، واختار الشافعي بعد طلوع الشمس : لأنه أكثر رواية ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه غدا إلى منى بعد ما طلعت الشمس على ثبير ، وقد يحتمل أن يكون رواية من روى أنه غدا قبل طلوع الشمس أخبر عن حال عرفة ، وتأهبه وشد رحله ، ومن روى بعد طلوع الشمس أخبر عن حال سيره .

                                                                                                                                            قال الشافعي : وأختار أن يسلك الطريق التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غدوه إلى عرفة وهي من مزدلفة في أصل المأزمين على يمين الذاهب إلى عرفة ، يقال له طريق ضب ، ويكون الإمام والناس على تلبيتهم ، ثم ينزل بنمرة حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عرفة ، وهو منزل الخلفاء اليوم ، وهو إلى الصخرة الساقطة بأصل الجبل على يمين الذاهب إلى عرفة ، فهناك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألقي له على الصخرة ثوب استظل به من حر الشمس .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية