الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما ما يخاف فوته من عباداته ، فمثل صلاة الفرض إذا ضاق وقتها أو صلاة وتر أو ركعتي فجر أو صلاة فرض كان قد نسيها ثم ذكرها ، فإنه يقدم هذا كله على الطواف ، فإذا فعله طاف بعده ، لأن هذا مما يخاف فوته ، والطواف لا يفوت .

                                                                                                                                            فإن قيل : إذا كان هذا الطواف تحية المسجد كالركعتين ، فهلا استغني بصلاة الفرض عنه كما يستغنى عن الركعتين .

                                                                                                                                            قيل : الفرق بينهما من وجهين :

                                                                                                                                            أحدهما : أن الصلاة جنس فناب بعضها مناب بعض ، وليس الطواف من جنسها .

                                                                                                                                            والثاني : أن صلاة الفرض في المسجد تنوب عن تحية المسجد ، والطواف تحية للبيت ، وليس بتحية للمسجد ، قال الشافعي : والرجال والنساء في ذلك سواء ، يعني في الأمر بطواف القدوم ، إلا امرأة كان لها شباب ومنظر ، فالواجب لتلك أن تؤخر الطواف إلى الليل ليستر الليل منها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية