الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن تقدم الطواف شرط في صحة السعي ففرغ من طوافه وعاد إلى استلام الحجر بعد صلاته ، خرج من باب الصفا : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى سعيه منه ؛ ولأنه أقصد له ، وأقرب عليه ، ثم يبدأ بالصفا : لرواية جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الطواف صلى ركعتين خلف المقام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، وخرج من باب الصفا وقال : إن الصفا والمروة من شعائر الله ، فنبدأ بما بدأ الله به . وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ابدءوا بما بدأ الله به ثم رقي على الصفا . فإذا ثبت وجوب البداية بالصفا فيختار أن ترقى عليه ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهي إلى موضع بدايته بالبيت ، ثم يستقبل البيت فيكبر ، ويقول : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد والله أكبر على ما هدانا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . هذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو بعده ويلبي ، إن كان حاجا ، ثم يقول ذلك ثانية ويدعو بعده بما بدا له من دين ودنيا ، ثم يقول ذلك ثالثة ويدعو بعده بما سنح من دين ودنيا ، ويختار أن يكون من دعائه ما روى نافع عن ابن عمر أنه كان يدعو بهؤلاء الدعوات على الصفا والمروة : اللهم اعصمني بعينك وطواعيتك وطواعية رسولك ، اللهم جنبني حدودك ، اللهم اجعلني ممن يحبك ، ويحب ملائكتك ، ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك ورسلك ، وعبادك الصالحين ، اللهم آتني من خير ما تؤتي عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة ، اللهم يسرني لليسرى ، وجنبني العسرى ، واغفر لي من الآخرة والأولى ، اللهم أوزعني أن أوفي بعهدك الذي عاهدتني عليه ، اللهم اجعلني من أئمة المتقين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي خطيئتي يوم الدين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية