الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : يكره للمحرم حمل البازي وكل صائد من كلب وفهد ، فإن حمله فأرسله على صيد فقتله : فعليه جزاؤه ، وإن جرحه ولم يقتله ضمن جرحه : لأنه كالآلة ، وإن لم يقتله ولم يجرحه فلا شيء عليه ، وإن استرسل الكلب بنفسه من غير أن يرسله فقتل صيدا فلا جزاء عليه سواء فرط أم لم يفرط : لأن للكلب اختيارا يتصرف به ، ألا ترى أنه يأكل ما قتله بإرساله ، ولا يأكل ما قتله باسترساله ؟ فإن قيل : لو أرسل كلبه على آدمي وأشلاه عليه وقتله لم يضمنه ، فهلا قلتم : إنه إذا أرسله على صيد فقتله لم يضمنه أيضا ؟ قيل : لأن الكلب معلم لاصطياد الصيد ، فإذا صاد صيدا بإرساله كان كما لو صاده بنفسه : فلزمه ضمانه ، والكلب لا يعلم قتل الآدمي ، فإذا أشلاه على آدمي فقتله لم يكن القتل منسوبا إليه وكان منسوبا إلى اختيار الكلب فلم يضمنه ، ومثاله في الصيد : أن يرسل كلبا غير معلم على صيد فيقتله فلا يضمنه المرسل : لأن غير المعلم لا ينسب فعله إلى مرسله ، وإنما ينسب إلى اختيار الكلب ، ألا ترى أنه لا يؤكل ما صاده . وإن كان مرسلا كما لا يؤكل ما صاده وإن كان مسترسلا ؟

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية