الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما إذا قلع من شجر الحرم وغرسه في الحل فإن مات فعليه الجزاء وإن نبت وجب عليه نقله إلى الحرم وغرسه فيه ، فإن نقله وغرسه ونبت فلا شيء عليه ، وإن مات فعليه الجزاء ، فإن قيل : أليس لو أخذ صيدا من الحرم وأطلقه في الحل لم يجب عليه رده إلى الحرم ، فهلا كان الشجر كذلك : قيل : لأن الصيد يقدر على الرجوع إلى الحرم بنفسه فلم يجب عليه رده ، وليس كذلك الشجر ، فلو قطع من شجر الحرم ، وغرسه في الحرم ، فإن مات ولم ينبت فعليه الجزاء ، وإن نبت فلا جزاء عليه ، وليس عليه نقله إلى موضع آخر ، لأن حرمة المكان الذي جعل فيه كحرمة المكان الذي كان فيه ، فلو قطع من الحرم شجرا ميتا فلا جزاء عليه ، سواء استهلكه أو تركه : لأن الجزاء يجب في إتلاف ما كان ناميا ، والشجر الميت ليس بنام ، فلا جزاء فيه كالصيد الميت .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية