الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فإذا ثبت أن صيد المدينة حرام فهل يضمن بالجزاء أم لا ؟ على قولين :

                                                                                                                                            أحدهما : وبه قال في القديم : إنه مضمون بالجزاء ، وجزاؤه سلب قاتله : لما روى سليمان بن أبي عبد الله أن سعد بن أبي وقاص رأى رجلا يصيد بالمدينة فسلبه ، فجاءه مواليه وسألوه أن يرد عليه ما أخذ ، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من وجدتموه يصيد بالمدينة فاسلبوه ، فلا أرد طعمة أطعمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إن شئتم أن أعطيه ثمنه فعلت .

                                                                                                                                            والقول الثاني : قاله في الجديد من الإملاء : لا جزاء عليه : لأن ما لا يضمن بالمثل من النعم لم يضمن بالجزاء والسلب ، كالصيد الذي لا يؤكل : ولأن كل صيد لم يكن جزاؤه مصروفا إلى أهل الحرم لم يكن مضمونا بالجزاء كصيد سائر البلدان .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية