2358 - هجوت زبان ثم جئت معتذرا من هجو زبان لم تهجو ولم تدع
ويكون مثل قوله تعالى: إنه من يتق ويصبر ، فلا تنسى ، " لا تخف دركا ولا تخشى " لأنه ضرورة، وأما الآيات فمؤولة وسيأتي ذلك، وقد مضى منه جملة.
قوله: "لا يتبعكم" قرأ بالتخفيف وكذا في الشعراء "يتبعهم"، والباقون بالتشديد، فقيل: هما لغتان، ولهذا جاء في قصة نافع آدم: فمن تبع ، في موضع آخر اتبع . وقيل: تبع: اقتفى أثره، واتبعه بالتشديد اقتدى به. والأول أظهر. [ ص: 538 ] قوله: أم أنتم صامتون هذه جملة اسمية عطفت على أخرى فعلية لأنها في معنى الفعلية، والتقدير: أم صمتم. وقال "جملة اسمية في موضع الفعلية والتقدير: أدعوتموهم أم صمتم". وقال أبو البقاء: "عطف الاسم على الفعل إذ التقدير: أم صمتم، ومثله قول الشاعر: ابن عطية:
2359 - سواء عليك الفقر أم بت ليلة بأهل القباب من نمير بن عامر
قال الشيخ: "وليس من عطف الفعل على الاسم، إنما هو من عطف الاسمية على الفعلية، وأما البيت فليس فيه عطف فعل على اسم، بل من عطف الفعلية على اسم مقدر بالفعلية إذ الأصل: سواء عليك أفتقرت أم بت، وإنما أتى في الآية بالجملة الثانية اسمية لأن الفعل يشعر بالحدوث ولأنها رأس فاصلة".
والصمت: السكون، يقال منه: صمت يصمت: بالفتح في الماضي والضم في المضارع. ويقال: صمت بالكسر يصمت بالفتح، والمصدر: الصمت والصمات. و "إصمت" بكسر الهمزة والميم اسم فلاة معروفة، وهو منقول من فعل الأمر من هذه المادة. وقد رد بعضهم هذا بأنه لو كان منقولا من الأمر لكان ينبغي أن تكون همزته همزة وصل، ولكان ينبغي أن تكون ميمه مضمومة إن كان من يصمت، أو مفتوحة إن كان من يصمت، ولأنه كان ينبغي ألا يؤنث بالتاء وقد قالوا إصمتة. والجواب أن فعل الأمر يجب قطع همزته إذا [ ص: 539 ] سمي به نحو "إشرب" لأنه ليس لنا من الأسماء ما همزته للوصل إلا أسماء عشرة [ونوع الانطلاق من كل مصدر زاد على الخمسة] وهو قليل فالإلحاق بالكثير أولى، وأما كسر الميم فلأن التغيير يؤنس بالتغيير، وكذلك الجواب عن تأنيثه بالتاء.