الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (103) قوله تعالى: فظلموا بها : يجوز أن يضمن "ظلموا" معنى كفروا فيتعدى بالباء كتعديته. ويؤيده إن الشرك لظلم عظيم . ويجوز أن تكون الباء سببية، والمفعول محذوف تقديره: فظلموا أنفسهم، أو ظلموا الناس بمعنى صدوهم عن الإيمان بسبب الآيات. وقوله "لأكثرهم" [ ص: 401 ] و "أكثرهم" و "من بعدهم": إن جعلنا هذه الضمائر كلها للأمم السالفة فلا اعتراض، وإن جعلنا الضمير في "لأكثرهم" و " أكثرهم " لعموم الناس والضمير في "من بعدهم" للأمم السالفة كانت هذه الجملة أعني "وما وجدنا" اعتراضا. كذا قاله الزمخشري، وفيه نظر: لأنه إذا كان الأول عاما ثم ذكر شيء يندرج فيه ما بعده وما قبله كيف يجعل ذلك العام معترضا بين الخاصين. وأيضا فالنحويون إنما يعرفون الاعتراض فيما اعترض به بين متلازمين، إلا أن أهل البيان عندهم الاعتراض أعم من ذلك، حتى إذا أتي بشيء بين شيئين مذكورين في قصة واحدة سموه اعتراضا.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: كيف كان عاقبة "كيف" خبر لـ كان مقدم عليها واجب التقديم، لأن له صدر الكلام، و "عاقبة" اسمها، وهذه الجملة الاستفهامية في محل نصب على إسقاط حرف الجر إذ التقدير: فانظر إلى كذا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية