الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (65) قوله تعالى: أخاهم هودا : "أخاهم" نصب بـ أرسلنا الأولى كأنه قيل: لقد أرسلنا نوحا وأرسلنا إلى عاد أخاهم، وكذلك ما يأتي من قوله وإلى ثمود أخاهم ، وإلى مدين أخاهم شعيبا ، ولوطا ويكون ما بعد "أخاهم" بدلا أو عطف بيان. وأجاز مكي أن يكون النصب بإضمار "اذكر" وليس بشيء; لأن المعنى على ما ذكرت مع عدم الاحتياج إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      و " عاد " اسم للحي ولذلك صرفه، ومنهم من جعله اسما للقبيلة، ولذلك منعه. قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2227 - لو شهد عاد في زمان عاد لابتزها مبارك الجلاد



                                                                                                                                                                                                                                      وعاد في الأصل اسم للأب الكبير، وهو عاد بن عوص بن أرم بن سام بن نوح فسميت به القبيلة أو الحي، وكذلك ما أشبهه من نحو "ثمود" إن جعلته اسما لمذكر صرفته، وإن جعلته اسما لمؤنث منعته. وقد بوب له سيبويه بابا. وأما هود فاشتهر في ألسنة النحاة أنه عربي، وفيه نظر; لأن الظاهر من كلام سيبويه لما عده مع نوح ولوط أنه أعجمي، ولأن [ ص: 359 ] أبا البركات النسابة الشريف حكى أن أهل اليمن تزعم أن يعرب بن قحطان بن هود هو أول من تكلم بالعربية وسميت به العرب عربا، وعلى هذا يكون "هود" أعجميا، وإنما صرف لما ذكر في أخويه نوح ولوط. وهود اسمه عابر بن شالح بن أرفخشد بن سام بن نوح، فمعنى "أخاهم" أنه منهم. ومن قال: إنه من عاد في النسب فالأخوة ظاهرة.

                                                                                                                                                                                                                                      وهنا "قال" بغير فاء وقد تقدم أنها مرادة. وقال الزمخشري: فإن قلت: لم يحذف العاطف من قوله: "قال يا قوم" ولم يقل: فقال، كما في قصة نوح؟ قلت: هو على تقدير سؤال سائل قال: فما قال لهم هود؟ فقيل له: "قال يا قوم". انتهى. وعلى هذا فلا تقدر هذه الفاء البتة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية