الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (52) والضمير في: جئناهم : عائد على من تقدم من الكفرة، والمراد بـ "كتاب" الجنس. وقيل: يعود على من عاصر النبي عليه الصلاة والسلام. والمراد بالكتاب القرآن. والباء في "بكتاب" للتعدية فقط. وقوله: "فصلناه" صفة لـ "كتاب"، والمراد بتفصيله إيضاح الحق من الباطل، أو تنزيله في فصول مختلفة كقوله: وقرآنا فرقناه . وقرأ الجحدري وابن محيصن بالضاد المعجمة أي: فضلناه على غيره من الكتب السماوية. وقوله: "على علم" حال: إما من الفاعل أي: فصلناه عالمين بتفصيله، وإما من المفعول أي: فصلناه مشتملا على علم. ونكر "علم" تعظيما.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: هدى ورحمة الجمهور على النصب، وفيه وجهان، أحدهما: أنه مفعول من أجله أي: فصلناه لأجل الهداية والرحمة. والثاني: أنه حال: إما من كتاب، وجاز ذلك لتخصصه بالوصف، وإما من مفعول "فصلناه". وقرأ زيد بن علي "هدى ورحمة" بالجر، وخرجه الكسائي والفراء على [ ص: 337 ] النعت لـ "كتاب"، وفيه المذاهب المشهورة في نحو: " [مررت] برجل عدل"، وخرجه غيرهما على البدل منه. وقرأته فرقة "هدى ورحمة" بالرفع على إضمار المبتدأ. وقال مكي: وأجاز الفراء والكسائي "هدى ورحمة" بالخفض، يجعلانه بدلا من "علم"، ويجوز هدى ورحمة على تقدير: "هو هدى ورحمة"، وكأنه لم يطلع على أنهما قراءتان مرويتان حتى نسبهما على طريق الجواز. و "لقوم" صفة لرحمة وما عطفت عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية