الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (17) قوله تعالى: فلم تقتلوهم : في هذه الفاء وجهان أحدهما وبه قال الزمخشري: أنها جواب شرط مقدر أي: "إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم"، قال الشيخ: "وليست جوابا بل لربط الكلام بعضه ببعض".

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ولكن الله قتلهم قرأ الأخوان وابن عامر "ولكن الله قتلهم" ، "ولكن الله رمى" بتخفيف "لكن" ورفع الجلالة، والباقون بالتشديد ونصب الجلالة. وقد تقدم توجيه القراءتين مشبعا في قوله ولكن الشياطين . وجاءت هنا "لكن" أحسن مجيء لوقوعها بين نفي وإثبات، وقوله: وما رميت إذ رميت نفى عنه الرمي وأثبته له، وذلك باعتبارين: أي: ما رميت على الحقيقة إذ رميت في ظاهر الحال، أو ما رميت الرعب في قلوبهم إذ رميت الحصيات والتراب. وقوله: "وما رميت" هذه الجملة عطف على قوله "فلم تقتلوهم" لأن المضارع المنفي بـ "لم" في قوة الماضي المنفي بـ"ما"، فإنك إذا قلت: "لم يقم" كان معناه ما قام. ولم يقل هنا: فلم تقتلوهم إذ قتلتموهم، كما قال: "إذ رميت" مبالغة في الجملة الثانية.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وليبلي المؤمنين ، متعلق بمحذوف أي: وليبلي فعل ذلك. [ ص: 587 ] أو يكون معطوفا على علة محذوفة أي: ولكن الله رمى ليمحق الكفار وليبلي المؤمنين. والبلاء في الخير والشر. قال زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      2400 - . . . . . . . . . . . . . . . . وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو



                                                                                                                                                                                                                                      والهاء في "منه" تعود على الظفر بالمشركين. وقيل: على الرمي قالهما مكي. والظاهر أنها تعود على الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية