الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (57) قوله تعالى: فشرد : العامة على الدال المهملة والتشريد: التطريد والتفريق والتسميع، وهذه المعاني كلها لائقة بالآية. وقرأ الأعمش بخلاف عنه بالذال المعجمة. قال الشيخ: "وكذا هي في مصحف عبد الله" . قلت: وقد تقدم أن النقط والشكل أمر حادث أحدثه يحيى بن يعمر فكيف يوجد ذلك في مصحف ابن مسعود؟ قيل: وهذه المادة أعني الشين والراء والذال المعجمة مهملة في لغة العرب. وفي هذه القراءة أوجه أحدها: أن الذال بدل من مجاورتها كقولهم: لحم خراديل وخراذيل. الثاني: أنه مقلوب من شذر من قولهم: تفرقوا شذر مذر، ومنه الشذر الملتقط من المعدن لتفرقه، قال:


                                                                                                                                                                                                                                      2433 - غرائر في كن وصون ونعمة يحلين ياقوتا وشذرا مفقرا



                                                                                                                                                                                                                                      الثالث: أنه من "شذر في مقاله" إذا أكثر فيه، قاله أبو البقاء، ومعناه غير لائق هنا. وقال قطرب: "شرذ" بالمعجمة: التنكيل، وبالمهملة التفريق، وهذا يقوي قول من قال: إن هذه المادة ثابتة في لغة العرب. [ ص: 622 ] قوله: "من خلفهم" مفعول "شرد". وقرأ الأعمش بخلاف عنه وأبو حيوة "من خلفهم" جارا ومجرورا. والمفعول على هذه القراءة محذوف أي: فشرد أمثالهم من الأعداء أو ناسا يعملون بعملهم. والضميران في "لعلهم يذكرون" الظاهر عودهما على "من خلفهم"، أي إذا رأوا ما حل بالناقضين تذكروا. وقيل: يعودان على المنقضين، وليس له معنى طائل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية