الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (140) قوله تعالى: أغير الله : الهمزة للإنكار والتوبيخ. وفي نصب "غير" وجهان أحدهما: أنه مفعول به لـ "أبغيكم" على حذف اللام تقديره: أبغي لكم غير الله، أي: أطلب لكم. فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه، وهو غير منقاس. وفي "إلها" على هذا وجهان أحدهما: وهو الظاهر أنه تمييز لـ "غير". والثاني: أنه حال، ذكره الشيخ وفيه نظر. والثاني من وجهي "غير": أنه منصوب على الحال من "إلها"، و "إلها" هو المفعول به لـ "أبغيكم" على ما تقرر، والأصل: أبغي لكم إلها غير الله، فـ "غير الله" صفة لـ "إلها" فلما قدمت صفة النكرة عليها نصبت حالا. وقال ابن عطية: "وغير منصوبة بفعل مضمر، هذا هو الظاهر، ويجوز أن يكون حالا"، وهذا الذي ذكره من إضمار الفعل لا حاجة إليه، فإن أراد أنه على الاشتغال فلا يصح; لأن شرطه أن يعمل المفسر في ضمير الأول أو سببيه.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وهو فضلكم يجوز أن يكون في محل نصب على الحال: إما من "الله" وإما من المخاطبين، لأن الجملة مشتملة على كل من ضميريهما، ويجوز أن لا يكون لها محل لاستئنافها. [ ص: 446 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية