الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (64) وقوله تعالى: في الفلك : يجوز أن يتعلق بأنجيناه أي: أنجيناه في الفلك. ويجوز أن تكون "في" حينئذ سببية أي: بسبب الفلك كقوله "إن امرأة دخلت النار في هرة" ويجوز أن يتعلق "في الفلك" بما تعلق به الظرف الواقع صلة أي: الذين استقروا في الفلك معه. و "عمين" جمع عم، وقد تقدم الكلام على هذه المادة. وقيل هنا: عم إذا كان أعمى البصيرة غير عارف بأموره، وأعمى أي في البصر. قال زهير:


                                                                                                                                                                                                                                      2226 - وأعلم علم اليوم والأمس قبله ولكنني عن علم ما في غد عم



                                                                                                                                                                                                                                      وهذا قول الليث. وقيل: عم وأعمى بمعنى، كخضر وأخضر. وقال بعضهم: "عم" فيه دلالة على ثبوت الصفة واستقرارها كفرح وضيق، ولو أريد [ ص: 358 ] الحدوث لقيل: عام كما يقال: فارح وضائق. وقد قرئ "قوما عامين" حكاها الزمخشري.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية