الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (54) قوله تعالى: كدأب : قال قوم: "هو تكرير للأول". وقال قوم: كرر لغير تأكيد لوجوه منها: أن الأول دأب في أن هلكوا لما كفروا، وهذا دأب في أن لم يغير الله نعمتهم حتى غيروها هم، قاله ابن عطية. ومنها: أن الثاني جار مجرى التفصيل الأول فإن الأول متضمن لذكر إجرامهم والثاني متضمن لذكر إغراقهم، وفي الأولى ما ينزل بهم حال الموت من العقوبة، وفي الثاني ما يحل بهم من العذاب في الآخرة، وجاء في الأولى بآيات الله إشارة إلى إنكار ذكر دلائل الإلهية. وفي الثاني بآيات ربهم إشارة إلى إنكارهم من رباهم وأحسن إليهم. وقال الكرماني: يحتمل أن يكون الضمير في " كفروا " في الآية الأولى عائدا على قريش، والضمير في "كذبوا" في الثانية عائدا على آل فرعون ومن ذكر معهم.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وكل كانوا ظالمين جمع الضمير في "كانوا" وجمع "ظالمين" مراعاة لمعنى "كل"; لأن "كلا" متى قطعت عن الإضافة جاز مراعاة لفظها تارة ومعناها أخرى، وإنما اختير هنا مراعاة المعنى لأجل الفواصل، ولو روعي اللفظ فقيل مثلا: وكل كان ظالما لم تتفق الفواصل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية