الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (47) قوله تعالى: تلقاء : منصوب على ظرف المكان قال مكي: "وجمعه تلاقي". قلت: لأن تلقاء وزنه تفعال كتمثال، وتمثال وبابه يجمع على تفاعيل، فالتقت الياء الزائدة مع الياء التي هي لام الكلمة فأدغمت فصارت تلاقي. والتلقاء في الأصل مصدر ثم جعل دالا على المكان أي: على جهة اللقاء والمقابلة قالوا: ولم يجئ من المصادر على تفعال بكسر التاء إلا لفظتان: التلقاء والتبيان، وما عدا ذلك من المصادر فمفتوح نحو الترداد والتكرار، ومن الأسماء مكسور نحو تمثال وتمساح وتقصار.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله: صرفت أبصارهم فائدة جليلة وهو أنهم لم يلتفتوا إلى جهة النار إلا مجبورين على ذلك لا باختيارهم لأن مكان الشر محذور. وقد تقدم خلاف القراء في نحو "تلقاء أصحاب" بالنسبة إلى إسقاط إحدى الهمزتين أو إثباتها أو تسهيلها في أوائل البقرة. وقرأ الأعمش: "وإذا قلبت" وهي مخالفة للسواد، كقراءة لم يدخلوها وهم ساخطون أو وهم طامعون على أن هذه أقرب. و "قالوا" هو جواب " إذا " والعامل فيها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية