الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (2) قوله تعالى: وجلت : يقال: وجل بالكسر في الماضي يوجل بالفتح، وفيه لغية أخرى، قرئ بها في الشاذ: وجلت بفتح الجيم في الماضي وكسرها في المضارع فتنحذف الواو كوعد يعد. ويقال في المشهورة: وجل يوجل. ومنهم من يقول: ياجل بقلب الواو ألفا، وهو شاذ لأنه قلب حرف العلة بأحد السببين: وهو انفتاح ما قبل حرف العلة دون تحركه وهو نظير "طائي" في النسب إلى طيئ. ومنهم من يقول: ييجل بكسر حرف المضارعة فتنقلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. وقد تقدم في أول هذا الموضوع أن من العرب من يكسر حرف المضارعة بشروط منها: أن لا يكون حرف المضارعة ياء إلا في هذه اللفظة وفي أبى يئبى. [ ص: 558 ] ومنهم من ركب من هاتين اللغتين لغة أخرى وهي فتح الياء وقلب الواو ياء فقال: ييجل، فأخذ قلب الواو ممن كسر حرف المضارعة، وأخذ فتح الياء من لغة الجمهور.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: إن كنتم مؤمنين قال ابن عطية: وجواب الشرط المتقدم في قوله: "وأطيعوا"، هذا مذهب سيبويه، ومذهب المبرد أن الجواب محذوف متأخر، ومذهبه في هذا ألا يتقدم الجواب على الشرط. قلت: وهذا الذي ذكره أبو [محمد] نقل الناس خلافه، نقلوا ذلك أعني جواز تقديم جواب الشرط عليه عن الكوفيين وأبي زيد وأبي العباس، فالله أعلم أيهما أثبت. ويجوز أن يكون للمبرد قولان وكذا لسيبويه، فنقل كل فريق عن كل منهما أحد القولين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية