الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        الطوق : حلي للعنق ، وكل ما استدار بشيء ، ج : أطواق .

                                                        وتطوق : لبسه ، و : الوسع والطاقة ، وحابول النخل .

                                                        ومالك بن طوق : كان في زمن هارون ، وهو صاحب رحبة الفرات .

                                                        و " كبر عمرو عن الطوق " : يضرب لملابس ما هو دون قدره ، وهو عمرو بن عدي ، وكان خاله جذيمة جمع غلمانا من أبناء الملوك يخدمونه ، منهم عدي ، وكان جميلا ، فعشقته رقاش أخت جذيمة ، فقالت له : إذا سقيت الملك فسكر فاخطبني إليه ، فسقى عدي جذيمة ، وألطف له ، فلما سكر قال له : سلني ما أحببت ، فقال : زوجني رقاش أختك ، قال : قد فعلت ، فعلمت رقاش أنه سينكر إذا أفاق ، فقالت للغلام : ادخل على أهلك ، ففعل ، وأصبح في ثياب جدد وطيب ، فلما رآه جذيمة ، قال : ما هذا ؟ قال : أنكحتني أختك البارحة ، فقال : ما فعلت ، وجعل يضرب وجهه ورأسه ، وأقبل على رقاش ، وقال :

                                                        حدثيني وأنت غير كذوب أبحر زنيت أم بهجين أم بعبد وأنت أهل لعبد أم بدون وأنت أهل لدون قالت : بل زوجتني كفؤا كريما من أبناء الملوك ، فأطرق جذيمة ، فلما أخبر عدي بذلك خاف ، فهرب ، ولحق بقومه ، ومات هنالك وعلقت منه رقاش ، فأتت بابن سماه جذيمة عمرا ، وتبناه ، وأحبه حبا شديدا ، وكان لا يولد له ، فلما ترعرع كان يخرج مع الخدم يجتنون للملك الكمأة ، فكانوا إذا وجدوا كمأة خيارا أكلوها ، وأتوا بالباقي إلى الملك ، وكان عمرو لا يأكل منه ، ويأتي به كما هو ، ويقول :

                                                        هذا جناي وخياره فيه إذ كل جان يده إلى فيه ثم إنه خرج يوما وعليه حلي وثياب ، فاستطير ، ففقد زمانا ، فضرب في الآفاق ، فلم يوجد ، ثم وجده مالك وعقيل ابنا فارج ، رجلان من بلقين كانا متوجهين إلى جذيمة بهدايا ، فبينما هما بواد في السماوة ، انتهى إليهما عمرو بن عدي ، فسألاه من أنت ؟ فقال : ابن التنوخية ، فقالا لجارية معهما : أطعمينا ، فأطعمتهما ، فأشار عمرو إليها : أن أطعميني ، فأطعمته ثم سقتهما ، فقال عمرو : اسقيني ، فقالت الجارية : " لا تطعم العبد الكراع فيطمع في الذراع " ، ثم إنهما حملاه إلى جذيمة ، فعرفه وضمه وقبله ، وقال لهما : حكمكما ! فسألاه منادمته ، فلم يزالا نديميه ، وبعث عمرا إلى أمه ، فأدخلته الحمام ، وألبسته وطوقته طوقا كان له من ذهب ، فلما رآه جذيمة ، قال : كبر عمرو عن الطوق .

                                                        والأطواق : لبن النارجيل ، وهو مسكر جدا سكرا معتدلا ما لم يبرز شاربه للريح ، فإن برز أفرط سكره ، وإذا أدامه من لم يعتده أفسد عقله ، فإن بقي إلى الغد كان أثقف خل .

                                                        والطوقة : أرض تستدير سهلة بين أرضين غلاظ .

                                                        والطاق : ما عطف من الأبنية ، ج : طاقات وطيقان ، وضرب من الثياب ، والطيلسان أو الأخضر ، ود بسجستان ، وحصن بطبرستان ، وبه سكن محمد بن النعمان شيطان الطاق ، وناشز يندر من الجبل ، كالطائق ، وكذلك في البئر ، وفيما بين كل خشبتين من السفينة ، ويقال : طاق نعل ، وطاقة ريحان .

                                                        وطائقان : ة ببلخ .

                                                        وطوقتكه : كلفتكه .

                                                        وطوقني الله أداء حقه : قواني عليه .

                                                        وطوقت له نفسه : طوعت ، أي : رخصت وسهلت ، [ ص: 835 ] وقرئ : ( وعلى الذين يطوقونه ) [ البقرة : 184 ] ، أي : يجعل كالطوق في أعناقهم .

                                                        يطوقونه : أصله : يتطوقونه ، قلبت التاء طاء وأدغمت .

                                                        يطيقونه : أصله : يطيوقونه ، قلبت الواو ياء . يطيقونه ، يتفيعلونه : أصله : يتطيوقونه ، قلبت الواو ياء .

                                                        والمطوقة : الحمامة ذات الطوق ، والقارورة الكبيرة لها عنق مطوقة .

                                                        والإطاقة : القدرة على الشيء . وقد طاقه طوقا ، وأطاقه ، وعليه ، والاسم : الطاقة

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية