الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
2599 - "إنما مثل المؤمن حين يصيبه الوعك؛ أو الحمى؛ كمثل حديدة تدخل النار؛ فيذهب خبثها ؛ ويبقى طيبها"؛ (طب ك)؛ عن عبد الرحمن بن أزهر ؛ (صح) .

التالي السابق


(إنما مثل المؤمن حين يصيبه الوعك) ؛ بالتحريك؛ مغث الحمى؛ كما في الصحاح وغيره؛ أي: شدتها؛ (أو الحمى) ؛ التي هي حرارة غريبة بين الجلد واللحم؛ فكأنه يقول: حين تصيبه الحمى؛ شديدة كانت أو خفيفة؛ فكما أن الشديدة مكفرة؛ فالخفيفة مكفرة أيضا؛ كرما منه (تعالى)؛ وفضلا؛ (كمثل حديدة تدخل النار؛ فيذهب خبثها) ؛ بمعجمة؛ فموحدة؛ مفتوحتين؛ ما تبرزه النار من الوسخ والقذر؛ (ويبقى طيبها) ؛ بكسر الطاء؛ وسكون التحتية؛ فكذا الوعك؛ أو الحمى؛ يذهب بالخطايا والذنوب ؛ وضرب المثل بذلك زيادة في التوضيح والتقرير؛ لأنه أوقع في القلب؛ ويريك المتخيل متحققا؛ والمعقول محسوسا؛ ولذلك أكثر الله (تعالى)؛ في كتبه للأمثال ؛ ولا يضرب المثل إلا لما فيه غرابة.

(طب ك) ؛ في الإيمان؛ (عن عبد الرحمن بن أزهر ) ؛ بفتح الهمزة؛ وزاي ساكنة؛ الزهري ؛ المدني؛ شهد "حنينا"؛ قال الحاكم : صحيح؛ وأقره الذهبي وقال في المهذب: مرسل جيد.




الخدمات العلمية