الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4270 - "الدنيا حلوة خضرة" ؛ (طب)؛ عن ميمونة ؛ (صح) .

التالي السابق


(الدنيا حلوة) ؛ أي: مشتهاة مؤنقة؛ تعجب الناظرين؛ فمن استكثر منها أهلكته؛ كالبهيمة إذا أكثرت من رعي الزرع الأخضر؛ أهلكها؛ ففي تشبيه الدنيا بالخضرة التي ترعاها الأنعام إشارة إلى أن المستكثر منها كالبهائم؛ فعلى العاقل القنع بما تدعو الحاجة منها؛ وتجنب الإفراط والتفريط في تناولها؛ فإنه مهلك؛ وهذا الحديث رواه مسلم بزيادة؛ ولفظه: "الدنيا حلوة خضرة؛ وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون؛ فاتقوا الدنيا؛ واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" ؛ أهـ؛ بنصه؛ و"الاستخلاف": إقامة الغير مقام النفس؛ أي: جعل الله الدنيا مزينة لكم؛ وابتلاء لكم ؛ فينظر هل تتصرفون فيها بغير ما يرضاه؛ وقوله: "فاتقوا"؛ أي: احذروا من الاغترار بما فيها؛ فإنه في وشيك الزوال؛ واحذروا النساء؛ [ ص: 545 ] وقبول قولهن؛ فإنهن ناقصات عقل؛ وقوله: "أول فتنة بني إسرائيل ..."؛ هي أن رجلا اسمه عائيل ؛ طلب من ابن أخيه؛ أو ابن عمه؛ أن يزوجه بنته؛ فأبى؛ فقتله لينكحها؛ وقيل: لينكح زوجته؛ وهو الذي نزلت فيه آية "البقرة".

(تنبيه) :

هل الدنيا ما على الأرض إلى قيام الساعة؛ أو كل موجود قبل الحشر؛ أو ما أدرك حسا؛ والآخرة ما أدرك عقلا؛ أو ما فيه شهوة للنفس؟ رجح النووي الثاني؛ وبعض المحققين ما قبل الآخر.

(طب؛ عن ميمونة ) ؛ بنت الحارث الهلالية؛ أم المؤمنين ؛ ماتت بعد الخمسين؛ وعزاه المصنف نفسه في الأحاديث المتواترة إلى الشيخين معا؛ ولفظهما: "الدنيا خضرة حلوة" ؛ وذكر أنه متواتر.




الخدمات العلمية